بلانكيت دعا الحكومة بشكل علني لمنع تطبيق البرنامج
نشب جدل جديد في بريطانيا حول الحريات المدنية إثر انتشار أنباء عن عزم الشرطة استخدام ميكروفونات ذات طاقة عالية "لاستراق السمع"-كما سيراها النقاد-والتنصت على الجماهير التي ستحضر أولمبياد لندن عام 2012.
ففي مقابلة مع بي بي سي، قال ضابط شرطة رفيع إن من شأن الاقتراح الجديد إن يؤدي إلى تعزيز الأمن من خلال استخدام ميكروفونات بالإضافة إلى التصوير التلفزيوني ضمن دارة مغلقة "وهذا سينقل التنصت العمومي إلى مستوى جديد كليّاً".
إلاّ أن وزير الداخلية السابق ديفيد بلانكيت دعا الحكومة بشكل علني لمنع تطبيق البرنامج.
فقد قال بلانكيت في مقابلة مع بي بي سي إن الاقتراح "ببساطة غير مقبول"، ووجه صفعة قوية إلى ما أسماه "دولة التنصت" في بريطانيا.
عالم خيالي
وقال بلانكيت إن الفكرة هي صدى للعالم الخيالي التسلطي الذي عكسته رواية "عالم جديد وشجاع" لألدوس هوكسلي.
وأضاف الوزير السابق: "تتوقع بأنه يمكنك أن تجري محادثة خاصة عندما تخرج لتتمشى في الشارع".
وقال بلانكيت: "إن لم تكن تستطيع أن تضمن ذلك، وكان هناك من يتكلم بعبارات قاسية عما يجب فعله لحماية المجتمع، فأعتقد أننا نكون قد تجاوزنا حافة الهاوية".
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع إن فكرة استخدام التنصت السمعي في الألعاب الأولمبية يتم دراستها الآن من بين مجموعة من المقترحات الأخرى لتعزيز الأمن خلال الأولمبياد.
التقاط المحادثات
تتوقع بأنه يمكنك أن تجري محادثة خاصة عندما تخرج لتتمشى في الشارع
وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت يذكر أن أجهزة التنصت المقترح استخدامها تتمكّن من التقاط محادثات من على مسافة 100 متر.
إلاّ أن التفاصيل المتعلقة بكيفية استخدام نظام التنصت الجديد لم تتكشّف بعد.
هذا ويمكن أن يتضمن البرنامج إجراءات وقائية، كأن يتطلّب الأمر المصادقة على برنامج التنصت من قبل ضابط رفيع والتأكد من أن النظام تجري مراجعته من قبل مراقب مستقل.
على أية حال، فالبرنامج لم ينته العمل منه بعد، أو لم يطرح للحصول على الموافقة السياسية عليه.
وتقر مصادر الشرطة بحقيقة أن الأمر يتطلّب نقاشا شعبيا وموافقة سياسية قبل الموافقة على هذا التوسع المثير للجدل في صلاحيات الشرطة.