حلم الخيال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حلم الخيال


 
دخولالتسجيلأحدث الصورالبوابةالرئيسية

 

 آخر رسالة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الامان
.
.
روح الامان


انثى
عدد الرسائل : 23
الإقـامـة : تونس
الـمـهـنـة : ....
تاريخ التسجيل : 08/11/2006

آخر رسالة Empty
مُساهمةموضوع: آخر رسالة   آخر رسالة Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 17, 2006 8:45 am

بأسمــــــك اللهم وصلى الله علي سيدنا محمد سيد الخلق

أما بعـــــــد
والـــــــدي الحبيــــــب ....حياك الله



أكتب إليك هذه الرسالة الأولى والأخيـــــرة...كنت خرجت من بيتك منذ خمسة وعشرين سنة بحثا عن علم و أدب. وجدت ظالتي في السفر من بلد إلى أخر... كما أكتشفت كونا جديدا و كواكب أخرى لا علاقة لها بما في رأسك. والدي ...أقول لك بكامل العبارة وجدت سببا أعيش من أجله إلا وهو الخير و الحب للجميع...لكل الناس ...للنبات ...للحيوان ...للفقراء و المساكين ...للمظلومين ...لمن فكت أراضيهم أبناءهم و ذويهيم...الخير و الرحمة للمساجين و أبناءهم ...لنسائهم و بناتهم...والدي إني أخترتهم كما لم أخترك و أمي؟

عجبا بل أعجب من بساطة عقلك لحد أنك أصبحت تعتقد في الرذيلة في الغورة و الدسيسة. أعجب منك و منهم و كيفت أصبحت خاتما بين يديهم أو تكون تحت تأثير مغناطسي خطير حيث تقول ما لا تعتقد...بل تنافق نفسك غصبا عنك...لا داعي أن تحدثني عن أمي فأني أعرفها أكثر منك بل أنا جأت من صلبها و شربت حليبها ...لا تقل لأمي أمريكــــــا بعد اليوم كما أمنع عليك المساس بها و الأقتراب منها و حتى لمغازلتها ...إنتهى الحب عندك و لا شيئ يوجد في جيبك لتشتري لها وردة و لو مرة في الأسبوع. مهـــــــلا والدي ...أضن غلي حد اليقين أنك مازلت تنتظر صرف مرتبك هذا الشهر ...لقد ضحك عليك بخمسة مائة دينار شهريا كما ضحك على جل أصدقاءك. أنت مازلت على قيد الحياة لا لسبب أخر إلا لتلك الخمسة مائة دينار ...بل هي سبب حياتك. أسف والدي أسف جدا أن تعيش و أنقك في التراب من ثمن رخيض...من أجل بعض الدنانير. لا سبب للحياة عنكد إلا بطنك الكبير...بطنك والدي قربة فارغة لا تغني و لا تشبع من جوع. والدي العزيز هل أشتري لك لسانا أخر حتى تسطيع أن تتكلم به أدبا ...حرية و كرامة ...صدقا و محبة...والدي ماذا فعلت بحياتك و بأمي التي كانت تعتقد أنها تزوجت فارس أحلامها؟ لا شيئ ...هل زرعت قمحا صلبا ؟...لا....هل غرست زيتونة واحدة؟ ...لا..هل مسكت بالمحراث يوما واحدا؟...لا...لم تفعل شيئا ذا قيمة طوال حياتك ....إلا أنك حفضت لغة الرهدنة و المكر و الغورة و الغدعة ....تريد مني أن أكون تلميذك النجيب....لا أبدا ....و هذا درسك الأول.
العمــــــــل :



لا أمن و لا إستقرار في قلب البطالة ...إن السبب الأول في الجريمة هو إنعدام العمل لطالبه...فالعمل هو الظامن الوحيد و الأساسي في إستقرار البلاد ...إلا أن يكون قصدك بالأمن أمن مزارع جماعتك مخازنهم و قصورهم ...أما أمن الوطن سيدي فهو بيد الشعب و ليس بيديك و العراق في ذالك دليلي. لا يفهم أمن الوطن خارج أمن المواطن بصفة عامة ...أمنه يعني سلامته المادية و الروحية معا ...يعني أن يمارس حقوقه بكل حرية كأن يكتب و يعمل بدون مراقبة في حل من المؤسسة الأمنية بالذات...من أمن المواطن أيضا أن يقوم بواجباته الكاملة نحو المجموعة كأن يشارك في إحداث جمعيات لمقاومة التعذيب داخل السجون. الأمن اللذي جعلتم منه هدفا لا يعني سوى مفهوم القبضة الحديدية لشعب أبى إلا أن يقول لا. فرجال الأمن هذه لا تنتج شيئا فهى عبئ كبير على تامجموعة الوطنية...يعني أنهم في مفهومك يقبظون رواتبا لا لشيئ إلا لحمايتنا ...والدي نحن لا حاجة لنا بهم و لا بهذه الأعداد الغفيرة منهم ...فنحن شعب مسالم لا نطلب الحماية من أحد ...نحن نحمي أنفسنا بأنفسنا ...الواضح أن هذه القوافل و الجحافل من رجال الأمن جعلت لحماية الخمسة مائة دينار التي تتقظها شهريا...والدي أكرمك الله ...حديثك الأمني هذا لا يعني للشعب التونسي شيئا و دليلي سيدي الأعداد الكبيرة جدا من الفارين إلى البحر و الفارين من الحياة شنقا و أخير فأران السجون...إلى هنا ينتهي درسك الأول في الأمن و قصة الأستقرار....لا.لا..لا..لا سأضيف لك شيئا لن يأتيك على البال تماما : الماء الراكد الذي فقد الحركة يصاب بالتخمر يربي البكتيريا القاتلة ..... هذا الماء يوجد في حالة إستقرار .....ألا يعني إذا أمنك و إستقرارك تخمرا لحد الخمر ...و الواضح يا والدي إنك لن تسحى من خمرة إستقرارك هذا أبدا.
الدولة و هيبتها



الشعب التونسي لا يقول الدولـــــة يا والدي فهو يقول السلطة ...لأنه لا يعرف مفهوم دولتكم التي لا يتجاوز عمرها خمسين سنة قضيتموها تجربون علينا كل الألحان ...يعني وكأن الشعب التونسي كان طبلا و أنتم تقرعونه يمنة و يسرة. الدولة لا وجود لها إلا في رأسك و هيبتها من هيبتك ...من يحتلرمك في الشارع؟ ألم ترجع لأمي خمسين مرة سكران مخمورا و ألقت بك خارج البيت.
والدي



الدولة تعني القظاء ....العدل أساس العمران يا أبا قاسم ...و لا عدل عندكم فمن أين لكم الهيبة و قظاتكم يرطلبون الرشوة ...و رجال الأمن تطلب في الشوارع الخمسة و العشرة دنانير لتكمل بها السكرة. والدي هيبة الدولة في سلك التعليم...عندما أصبحت الجامعات دورا لرقص المزود أصبحت تحدثني عن هيبة الدربوكة.....هيبة الدولة في صحافتها ....أقرا الأكسيون ستفشل عند الصباح ...أقرأ الصباح ستمسي في أحد المستشفيات ....أقرا مجلة عرفان لتنعدم المعرفة...والدي و أنت و عرفان واحد ...و رغم ذلك سأواصل كتابة هذه الرسالة حتى أقول اللهم قد بلغت.
و أخيـرا



سيدي عرفان ...أرجوك أن تقرأ هذه الرسالة بصوت عال في مقهى من مقاهي العاصمة و بلغ لجميع أصدقاء تحية ديمقراطية و قل لهم سيد عرفان : إن أمنهم و أستقرارهم في جيوبهم في ديارهم و أرزاقهم في أبنائهم و بناتهم...في عملهم المتقن ....كما تقل لهم الدولة و هيبتها لا تعني القوة و الغطرسة بل تعني العدل ....الحرية....الكرامة....الرحمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آخر رسالة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة إلى جميع الأصدقاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حلم الخيال :: .::::::::::::::::::: المنتديات الأدبية :::::::::::::::::::::. :: الفكر و النقد-
انتقل الى: