حلم الخيال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حلم الخيال


 
دخولالتسجيلأحدث الصورالبوابةالرئيسية

 

 الى ولدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الامان
.
.
روح الامان


انثى
عدد الرسائل : 23
الإقـامـة : تونس
الـمـهـنـة : ....
تاريخ التسجيل : 08/11/2006

الى ولدي Empty
مُساهمةموضوع: الى ولدي   الى ولدي Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 17, 2006 9:25 am

الرسالة موجهة إلى جميع الأصدقاء

• إلى طارق بن زياد
• إلى قاضي القضاة
• إلى كورتي
• إلى مكرز
• إلي مركير
• إلى شمس الدين بن شربية
• إلى عمر ...إلى قاسم...إلى ولدي


لا ترتبك. تربص. قف وجها لوجه مع نفسك أمام مرأة أمك زينب. أطرح الأسئلة التالية على نفسك : لماذا إلتحقت بمدرسة المعارضة ؟ من أعارض؟ لماذا أعارض و رفاقي في حل مني و كأنهم غير موجودين؟ لماذا هم يفهمون الكتابة و النضال من أجل الحرية و الكرامة مضيعة للوقت؟ لماذا يريدون مني أن أستسلم و أن ألقي بالمنديل؟ ولدي العزيز حين تجيب عن هذه الأسئلة ستجد نفسك أمام القضية الكبرى ألا و هي قضية تصميم المشروع الوطني. إذا لقد وجدت الطريق الصحيح للمشاركة في بناء دولة الغد. دولة الحرية و الكرامة. ولدي يا صديقي ...إن بناء مشروع حضاري إنساني يتطلب صراعا طويل الأمد و نفس طويل. لذا لست مطالبا ببلوغ القمة غدا. بل إقتنع أنه لا وجود لقمة في حد ذاتها. يعني لا وجود لمشروع أبدي لا مثيل له...بل القصة كل القصة هي في عملية نضالك اليومي مع رفاقك من أجل إرساء قواعد و ثوابت لا جدال فيها : ألا و هي : الحرية للجميع و الكرامة للجميع. إن صراعك الحقيقي مازال لم يبدأ بعد لأنك ستجبر على المحافضة على ما توصلت إلية من حرية و كرامة و إبداع إنساني. ستعرف أن المحافظة على الشيئ أصعب من بناءه.

اليوم أنت في أول الدرج. غير أني أراك مرتبكا بين أن تواصل أو تتراجع و كأني أرى ساقك اليمنى قد إنحنت لتضعها أرضا و تلقى بها خارج سلم الحلبة. السبب في إرتباكك هو عدم إحاطتك بالهدف في حد ذاته. الهدف من بقاءك على السلم هو مرحلة من صراعك من أجل خريتك و حتى بغض النظر على نبولة هدفك الشريف الأنساني و المحوري في حد ذاته من كلرامة و حرية لشعب تونس التي لم تخترها لك كوطن بل أنت من صلبها.

حبيبي قل لي : هل لك مغزي من حياتك إن كنت من المتفرجين على مسرح عذاب الأخرين؟ لنفترض جدلا أنك جلست على هذا المدرج و لم تنزل للحلبة و لم تصيح و لو مرة كفى كفى كفى تعذيبا لأبناء وطنك. تخرج من الملعب و وحلا من دماء أبناء عمومتك في حذائك و أكثر من ذلك علقما في حلقك و زد على ما قلت أنك ستكون الكبش الجديد في الملرة القادمة ....إن لم تكن سيكون إبنك و إن لم يكن سيكون حفيدك.

الصراع اليوم على أوجه و قد تسقط قرطاج من دقيقة لأخرى و تونس لم تستطع أن تنجب رجلا أو فريقا كاملا متكاملا ليشكل حكومة تكون كسؤولة أمام الشعب و أمام التاريخ. أنما يحدث أمامك من تحويرات و ممارسات سياسية لا تعني في الحقيقة لنا شيئا لأنها لم تمس بصميم الموضوع ألا و هو : العدل أساس العمران. إذا ...القضية ...قضية عدل لا أكثر و لا اقل...ما لقيصر يجب أن يكون لقيصر و ما لله يجب أن يكون لله. أنت اليوم لا تعارض خليفة من خلفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنت بصدد معارضة زيد أو عمر. أنت يا ولدي يا صديقي بصدد معارضة منضومة إجتماعية و أقتصادية و سياسية بلينا بها أنفسنا بأنفسنا و ذلك لعدم معرفتنا و خبرتنا بالسياسة كعلم و ممارسة يومية.

أتضن أن الدكتاتور ولد دكدتاتور: لآ أبدا ...بل صنعناه نحن بأنفسنا و قدمنا له بناتنا و أبناءنا قربانا. نعم و هذه عي الحقيقة التي تخشاها المعارضة التي انت بصدد التواصل معها. فلكي يتبن لك الغث من السمين وجب عليك أن تكون في قلب الحلبة حتى لا تنطلي عليك الحيلة مرة أخرى و يصنعون لك دكتاتورا أخر أمام عينيك و غصبا عنك.

لا تتورع أبدا في الأدلاء برأيك في موضوع ما. بل تيقن إن نصوصك كانت ما كانت ستقرأ و تدخل في عملية تراكم المعرفة و قولبة الذاكرة الجماعية. لاحظ جيدا الديناميكية التي عليها المعارضة اليوم و رغم فشلها في صياغة برنامج موحد إستطاعت أن تقف وجها لوجه ضد الدكتاتورية. زد على ذلك المعارضة التونسية و برغم إرتباكها بدأت في إكتساح مناطق جديدة: القظاة...المحامين...الصحافين...العملة و إلى غير ذلك.

إذا ظرب المعارضة في الوجه أمر محبذ بل جليل حتى تستقيم و تتجه في الأتجاه الصحيح. إن المعارك الدائرة بين الأفراد و الجماعات من داخل المعارضة هي السبب الأول في زيادة درجة حرارة المعركة في حد ذاتها. فكل فرد قيل فيه ما قيل من خير أو شر إلا زاد في ثباته و من عطائه للمجموعة الوطنية و أخير للأنسانية بصفة عامة.

لا بطولة في معارضة المعارضة. أتذكر هذا الكلام؟ هذا الكلام يا ولدي أراد به صاحبه أن يسكت الأخر. أراد به أن يقول أنا أمتلك الحقيقة الثابتة. معارضة المعارضة يبقى قانون من قوانين الديمقراطية حتى يتبين الليل من الضلام و تنكشف كل الأطروحات مسبقا و قبل كل بلورة لمشروع وطني موحد لكل ألآطراف.

من تعارض؟ هل تعارض شخص معين؟ هل تعارض عائلة معينة؟ ولدي إن كنت تعارض الأشخاص و العائلات فأنك لم تفهم شيئا إلى حد الأن. غدا ولنفترض يأتى بشخص أخر و بعائلة أخرى أتظن أنه أو أنها سوف لن تسلك نفس المسار؟ أقسم لك بأنه سيتجدد القمع و الغورة و العذاب و التعذيب كما سبق. يا ولدي أنت تعارض تصور سياسي إجتماعي إقتصادي و فلسفي. و بما أن لهذه الحكومة لا وجود لأي تصور وجب عليك خلق تصور كا مل لبلدك. هنا سر معارضتك و لا أرى أبسط من أن تفتش و تبحث عن أهل الأختصاص في كل الميادين حتى تشاركهم في بناء نضام سياسي و نضام أقتصادي يتماشى مع ثقافتنا و حضارتنا. سيدي ..إبني ...عزيزي: أنه لا يجود لبطاقة معارض و للمعارضة باب ...المعارضة سيدي هي نوع من الحرية نفسها فلا تبخل على نفسك بنفس تستنشقه جهرا. المعارضة لا تمارس سرا. بل هي الجهر نفسه و ما أروع الجهر عندما يكون صادقا و صدوقا.

سيدي ...صديقي أنت يا قيس ...أنت يا طارق ...أنت يا إسماعيل...أنت يا بني : المعارضة الديمقراطية التونسية الصحة و الصحيحة و التي يعمل عليها مازلت في نفسها الأول و ذلك بسب النخبة. لقد قسمت معارضتنا إلى أقسام فمنهم من في القسم الأول و منهم من في القسم الثاني و منهم من لا قسم له...هذا و حتى داخل القطب الواحد. كانت طبيعة الأشياء هكذا عندنا منذ قديم الزمان. اليوم حل جيل جديد في حل كامل من تقننيات و ممارسات المعارضة القديمة التي لم يرث منها الوطن إلا الأستسلام و الجمود. لماذا كان هذا؟ لا لشيئ إلا لأنهم لم يكن لهم تصورا واضحا ولم يمارسو السياسة من داخل الشعب التونسي. نعم مارسو و ما زالو يمارسون قصيدة الوعي البقري من فوق الشعب التونسي.

يكتبون كل ليلة مل يحلو لهم و لكنهم لم يجالسو العامل و الفلاح و الطالب و التلميذ. لم يتمكنوا من تكوين جيل قادر على رفع لااية التحدي لأن جميعهم إستسلم أو إستقال أو تورط في ما كان يجب ان يدافع عنه بصدق و محبة و إحترام.

أقول : لماذا تتماسك هذه الدكاترة على النزول إلى الأرض و تتحدث معك بلغتك. لن تنزل هذه المواهب إلى منتدياتك لأنها غير قادرة على المواجهة الصحيحة. تعالت هذه المعارضة على شعبها خائفة أن تستمع إلى لفظ لن يعجبها. إذا رفظت الواقع رفظا وضحا لا جدال فيه. بالمعني الأخر تبرأت منك كمواطن أولا و كمعارض ثانيا. إكتفت بالوقوف و الجلوس وراء مكتبها تفكر لك في مصيرك.

لا تدع أحدا يفكر في مكانك. من أراد أن يطرح شيئا فلينزل إلى الحلبة حيث الأجيال الصاعدة و الطاقات الشابة. قد تؤلمه جملة و قد يستمع إلى وسخ إذنيه ولكن إذا كان جادا فيما يقول سيصبر و يثابر و يفوز بأحترام الأخرين. السياسة في قومنا هذا لم تعد لتمارس على بعد بل بدق الأبواب و الدخول في قاب البيت بعيدا عن التستر بظلام الليل و الكلام من فوق المأذن.

صديقي ...حبيبي ...هذا ليس درس لك و لكنه رأي الشخصي فيما ينقصنا و في ما يزيدما لتحرير أنفسنا من أنفسنا. حينما لا نقبل بالنقد نسقط في رذيلة الرد و تفاهة المقالة.

هل أستنجد بأحد ؟

لا . أن كنت بدأت في التفكير حتى ...هذا يعني أنك تخليت عن أمرك!!! هذا يعني أنك أنك وضعت أمرك بين يدي الأخر. النجدة لا تطلب عند صراعك من أجل حرية و كرامتك. أنت يا ولدي لست في حرب. لم أرى و لا أريد أن تنشد كرامتك بسلاح صادئ فتزيد الطين بلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الى ولدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حلم الخيال :: .::::::::::::::::::: المنتديات الأدبية :::::::::::::::::::::. :: الفكر و النقد-
انتقل الى: