على البريد السريع

وما العمل مع تلميذ عنيد؟ ها نضعه في قفص من حديد ككل العصافير أم في قفص لأتهام بعدم معرفة توقيت الكلام؟ غريب أمرهذا التلميد الذي الذي لا يخجل لا منكم و لا من السلطان. و يرفع صوته و قلمه في وجه معارضة الغجرو العربان. اللّهم أشهد علي إلى يوم الدين. سأواصل الكتابة كما يحلو لي وكيف ما أرى ولو عارضني القوم جميعا. أنا من التراب و رأسي الحائط أولى به.

السلام عليكم جميعا: قد أرى ما لا ترى ففكر معي جليا في الأمر ثم إرم بي في القفص الذي تريد مع القردة إن شت مع السباع و لوشئت في قفص الغربان أن طاب لك. لا أخض بحديثي هذا عمرا أو زيد و لكن كل من قرأ و أكتشف معي حقيقة الأشياء. هذا الحديث لن يحلو لبعضكم فلا تبخلو علي بالقذف و السّب فأني أتعلم منكم و أقبل بكل ما تكتبون.

المقدمة: قبل أن نصل المعارضة لا بد لي من الكشف و بالتديق ما يجري وراء كواليس الحكومة التونسية. لقد أصبح مأزق الحكومة واضح وضوح الشمس و ما المقالات المنشورة على الجرائد الألكترونية إلا دليل على ذلك. تونس تعيش une crise de conflit de pouvoir. اليوم هناك حرب شديدة الوطيس بين الشق الأمني و الشق السياسي من داخل التجمع و من خارجه أيضا. كل جهة تريد أن تكتسح الساحة الياسية لتكون الفائزة بالنصيب الأكبر من الكحم الذي يتمثل في مراقبة الثروة الوطنية أساسا. لا دور للشعب في هذه الحرب و لا دور لأجهزة الدولة الأخرى في إدارة أو مراقبة الصراع. في ما مضى عزل الشق السياسي عن إدارة البلاد و تم تجميد كوادر التجمع و خاصة المتوسطة منها. خرج بعضهم على الساحة ببعض المقالات رافعا شعار الديمقراطية ...ولا من مجيب ...المعارضة لم تستجب لأحد و ليس مستعدة لحل الأبواب أمام من تخرج من المدرسة القومية للأدارة. من المستحيل أن يواجه الشق السياسي الشق الأمني من داخل نفس النضام و حتى علميا هذه المعادلة لا وجود لها بل غريبة على الطبيعة نفسها. ما العمل إذا؟ و قرطاج تحتضر يوم بعد يوم؟ و من سيكون الخليفة؟

لا خليفة بدون ظحية و لا صراع بدون فريسة. من الفريسة إذا؟ و لماذا رضيت الفريسة بدور الفريسة؟ الفريسة سادتي كما يدور على الساحة اليوم هي المعارضة. لا أكثر و لا أقل. الفريسة الأولى ستكون الرابطة التونسية لحقوق الأنسان. بين مخلب التجمع و ناب وزارة البوليس. هما في صراع لا من أجل تونس و لا من أجل الأنسان و لا من أجل حقوقه ...كل منهم يريد الخلافة على رأس الرابطة و من سيتبعها في القريب العاجل.

أين كانت المعارضة ؟ و لماذا أرتضت أن تكون الفريسة؟ و لماذا تخلت عن دورها المحوري في إدارة الصراع؟ لماذا لم تتدخل المعارضة لبلورة و دعم الصراع القائم بيتهما؟ لماذا سكتت المعارضة كسمك العيد و لم تحرك ساكنا....كان بأمكانها و على الأقل أن تتوصل إلى عزل الشق الأمني داخل النضام. لماذا نجحت المعارضة في تجربة الديمقراطية مع المحامين...ألم تعزل الشق الأمني ؟ ألم تتعلم المواجهة الصحيحة و التفكير السليم ؟ تعلمت و لكن لم تعتبرمع الرابطة التي تعالى عويلها.

أنا هذا التلميذ العنيد أريد أن أفهم ...لا أكثر و لا أقل...أنا هذا الغير مرغوب فيه في القسم أريد أن أتعلم كيف و متى أكتب.

و السلام عليك و لكم مني هذه الهدية

على البريد السريع
أرسلت كتابي للصديق الحبيب
مضي بعض الزمن.
مضى زمن قليل ...توارى الكلام الغريب
سافر في الجبال... إلى البعيد البعيد
مضى كالسهم...كالبرق... كالحب العنيد.

فجأة
تعالى الصّراخ
تعالى العويل
أطفال...طيور
نساء...صبايا
حافيات ذات شعر طويل
فزع الجزل
رمى بالرسائل
رمت الطيور بكتاب الربيع.

لمن تكتب ...أنت هذا الربيع؟
كيف تقرأ ...كل يوم ...إلا العويل؟
إلا ّالصراخ ...إلاّ البكاء
إلاّ الشتاء... إلاّ الخراب ....إلاّ الخريف
إلاّ أطفال الرغيف.

كفى صياحا ....يانسوة هذا الزمن!
كفى عويلا ....يا نخبة هذا الوطن!
ردو علي هذا الصراخ هذا العويل.
شدوا الرحال لثورتي
ثورة العصافير.

فاطمة ...و أحلام
زينب و أمــــــل
في إنتضاركم قرب مدرسة الأمل
علي ... و قيس
صالح و عثمان
في إنتظار الزّاجل حمام أخر أمل.

هل زرتم كل القرى؟
كل المدارس... كل الكتاتب؟
هل مررتم بالديار؟
بالبوادي ... بكل المنادر؟

لا... أبدا لا ...ألف لآ
لمكاتبكم لم تغادروا
و لن تغادروا
أنتم لا تعرفون زرع الأمل.

عويل ...عويل ...عويل
تعالى العويل
ولم يستجب لكم حتى العدم.
و هل تستجيب العصافير؟
لصوت لم يعد لشبه حتى الصهيل.

هراء في هراء
ما تكتبون بدماء الفقراء
في قضية أصبحت
و أمست ..كما كانت
زينب العوراء.

تخرجت نخبتنا من جامعات
إستنبول و سمرّاء
من دارحكمة الزرقاء
من قلب الفتنة و الدهاء
من مدرسة الخنجر..من كتّاب البيعة و الولاء.
ليكن إذا
إلا الصراخ و العويل
قتل علي
كما قتل عثمان
كما عمر كما الحسين
كما سيقتل في قلبي الأمل


جدل جدل ...فتنة الجدل
قمع الجدل
جدلية الخراب ..جدلية حتى الأزل.

و تخرجت كوادرنا
من مدرسة على بابا
بالقرب من طشقند
من كتاب القمع تخرجت حكومتنا
من أقدم مدرسة بسمرقند
وفاض بها كأس الأدب
حتى أرهبتنا و أرهبت كل الغجر.


قاسم الذي قسم إلا أن ينتصر

مشكوووووورة روح الامان